شرفُ الدماء
تمّوزُ خامسُهُ أتاكِ سعيدا * يلهو بشَعركِ أمْ يراقصُ عيدا
قدْ جاءَ يلعبُ في سهولكِ باسماً * يا منْ تبسُّمكِ الجميلُ أُريدا
يجني الزنابقَ يستلذُّ أريجها * يا منْ غرستِ على رُباكِ شهيدا
يحكي لسنبلةِ المكانِ دُعابةً * يا منْ حصدتِ من الزمانِ مجيدا
تمّوزُ فرحتهُ تهزّ قلوبنا * و تُضيءُ من وهج السلام وريدا
تمّوزُ يرفعُ للسماء رؤوسنا * و يمدُّ للقمرِ المتيّمِ جيدا
تمّوزُ ينسُجُ من رموشكِ ثوبهُ * بلْ يلبسُ الأملَ القديمَ جديدا
تمّوزنا وسط الضلوع حمامةٌ * عن ملحماتكِ تُسمِعُ التغريدا
تمّوزنا شغفُ الفؤادِ و نبضهُ.. * عرقٌ بخفقهِ يُنشدُ التمجيدا
تمّوزنا أفُقٌ يُفجّرُ غيمةً.. * مطرٌ إلى الماء الأصيل أُعيدا
من معجزاتكِ أنّ شهركِ ها هنا * كفٌّ يطولُ فتُدركينَ بعيدا
من معجزاتكِ قبلةٌ بترابنا * تُلقي ملائكةً لتُنبتَ غيدا
من معجزاتكِ يا جزائرُ عزّةٌ * في مزعجاتكِ لا تُلينُ حديدا
عجباً عشقتُ من العيونِ ألوفَها * و عشقتُ نصرا واحداً و وحيدا
أبدعتِ منْ لغةِ الهيامِ روايةً * و جعلتِ من لحنِ الوئامِ نشيدا
و نهضتِ منْ بِركِ الدماء مشاعراً * فكتبتِ في ذبحِ الظلام قصيدا
و تركتِ خمرَ غروبنا يا شمسنا * فأذبتِ منْ فوقِ الجبالِ جليدا
بالأنف باليد كان رمزكِ نخوةً * كمْ تطلبينَ من الإباء مزيدا
أنت الحياة و لا حياة بدوننا * فالقوسُ صوّبَ سهمهُ ليصيدا
أنت الجزائرُ أنت مدرسةُ الهوى * من فرطِ حبكِ لم أزلْ "تلميدا"
قولي جزائر ما تقول لنا الورودْ
قولي المحبّة سوف يسمعك الوجودْ
لك حبّنا و المجد كله و الخلودْ