إنّي لأحفظُ غَيْبَكُم ويسرّني *** إذ
تذكُرين بصالحٍ أن تذكُري
ويكونُ يومٌ لا أرى لكِ مُرْسَلًا *** أو
نلتقي فيه عليّ كأشهُرِ
يا ليتني ألقى المنيّةَ بغتةً *** إن كان يومُ
لقائكم لم يُقْدَرِ
أو أستطيعُ تجلُّدًأ عن ذكرِكُم *** فيُفيقُ بعضُ
صبابتي وتفكُّري
لو قد تُجنُّ كما أُجنُّ من الهوى ***لغدرت أو لظلمتَ
إنْ لم تغدر
والله ما للقلب من علمٍ بها *** غيرُ الظنون وغير قول
المُخبرِ
لا تحسبي أنّي هجرتُكِ طائعًا *** حَدَثٌ لعمرُكِ رائعٌ أن
تهجُري
فَلْتَبْكِيَنَّ الباكياتُ وإن أَبُحْ *** يومًأ بسرِّكِ
مُعْلِنًا لم
أُعْذَرِ
بهواك ما عشتُ الفؤادُ فإنْ أمُتْ *** يتبعْ
صَدايَ صداكِ بينَ الأقبُرِ
ما أنتِ والوعدِ الذي تعدينني *** إلّا
كبرقِ سحابةٍ لم تُمطِرِ
قلبي نَصَحْتُ لهُ فرَدَّ نصيحتي *** فمتى
هجرتيهِ فمنهُ تكثّري "
" وما زِلتُم يا بَثْينَ حتّى لو أنّني ***
من الشَّوق أستبكي الحمامَ بكى
ليا
إذا خَدِرَتْ رجلي وقيلَ شفاؤها
*** دُعاءُ حبيبٍ كنتِ أنتِ دُعائيا
وما زادني النّأيُ المُفرِّقُ بعدكم
*** سُلُوًّا ولا طولُ التلاقي تلاقيا
ولا زادني الواشون إلا صبابةً
*** ولا كثرةُ الناهينَ إلا تمادِيا
ألم تعلمي يا عذبَةَ الرّيقِ أنني
*** أَظلُّ إذا لم أَلقَ وجهَكِ صادِيا
لقد خِفْتُ أن ألقى المنيّةَ
بغتةً *** وفي النفس حاجاتٌ إليكِ كما هيا"